في الثامنة والنصف مساء الليلة يطلق الحكم الأوغندي محمد سيجونجا صافرته
باستاد القاهرة معلناً بدء الدقائق التسعين. وهي زمن الشوط الثاني من لقاء
الأهلي وأنيمبا النيجيري في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا وبعد نهاية
الشوط يعرف الجميع من هو الطرف الثاني الذي سيلعب مع الفائز من لقاء القطن
الكاميروني وديناموز هراري في نهائي البطولة ومنه إلي منصة التتويج والفوز
بأغلي الألقاب وتأشيرة بلوغ المونديال وهو حلم الأحلام الذي يصبو إليه
الجميع.
ولأن الكل يعرف أن الشوط الأول قد انتهي بتعادل سلبي.. فقد بات الفوز
سبيلاً واحداً أمام الأهلي لتخطي منافسه فالتعادل السلبي هو النتيجة
الوحيدة التي لا تنفع الأهلي فلو انتهت المباراة بنفس النتيجة سيلجأ
الفريقان إلي ضربات الترجيح.. وأي تعادل آخر بأي نتيجة يصعد معها الفريق
النيجيري.. وهو هدف بلاشك سيلعب له.. مثلما سيلعب الأهلي للفوز ومن واقع
التاريخ والحاضر ففرص فوز الأهلي هي الأكبر. وفي ظل الفلسفة الحديثة لكرة
القدم فالحسم سيكون مع صافرة النهاية.. أما التاريخ فيشهد أن الأهلي قلما
يخسر مثل هذه المباريات علي أرضه حتي وإن قال قائل إن الأهلي بالأمس
القريب وتحديداً في الموسم الماضي خسر لقاءً مشابهاً أمام النجم الساحلي
التونسي.. فنقول له إن مثل هذه المواقف لا تتشابه كثيراً.. وليس فريق
أنيمبا كفريق النجم.. ولاشك أن الأهلي استفاد من الدرس جيداً.. وبات
متحفزاً له ويريد أن يثأر لنفسه من النجم في صورة أنيمبا .
أما الحاضر فيؤكد أن الأهلي هو الأقرب للفوز أيضاً. فالقافلة الحمراء
تضم بين صفوفها مجموعة من أفضل اللاعبين في مصر وهم أيضاً يمثلون أهم
الأعمدة في صفوف منتخب مصر وأنجولا.. يتقدمهم الموهوب محمد أبوتريكة ومعه
محمد بركات وأحمد حسن ووائل جمعة وحسام عاشور ثم فلافيو وجيلبرتو وأيضاً
شادي محمد وأحمد السيد وسيد معوض وأحمد صديق وبوجلبان وبلال والحارس أمير
عبدالحميد.
وكل لاعب في هذه المجموعة يعد قصة خاصة بنفسه. فأبوتريكة هو نجم هذا
العصر وصاحب العصا السحرية وبركات هو الذئبقي الذي يحقق الصعب وأحمد حسن
مكوك يتفاعل مع كل الظروف والأزمان وفلافيو هداف فريد وجيلبرتو يعرف كيف
يسيطر علي كل المواقف وعاشور أكد أنه أهم مكاسب الأهلي في السنوات الأخيرة
وجمعة صخرة تتحطم عليها آمال المهاجمين.. وهكذا يمكن وصف كل نجوم الأهلي..
وليس في ذلك مبالغة.. فما حققوه من انجازات يستحقون معه كل
الألقاب..والحاضر يقول إن الأهلي تعادل سلبياً في نيجيريا وكان باستطاعته
تحقيق الفوز.. ومن الطبيعي أن من يملك فرص الفوز أو التعادل خارج ملعبه
فمن المنطق أن يفوز في ملعبه.
والحاضر يقول إن الأهلي استعد لتلك الموقعة بكل اصرار وروح عالية ورغبة قوية في الفوز والعودة لليابان لتحقيق انجاز غير مسبوق.
والحاضر يقول وبكل صراحة إن فريق أنيمبا ليس بالند للأهلي.. ليس هو
الفريق المرعب ولا يملك في صفوفه إلا القليل ممن يرهبون خصومهم بمن في ذلك
الهداف ستيفان وارجو الذي بطل مفعوله علي ملعبه ووسط جماهيره.
وفي فلسفة الكرة الحديثة لم يعد هناك كبير في كرة القدم.. فمن يعطي
سيأخذ ومن يتعالي سيأخذ منه الآخر وبكل سهولة. فكرة القدم لم تعد تعترف
بالأسماء ولكن بالعطاء.
وبعيداً عن الحاضر والتاريخ والفلسفة فمن قام بزيارة الأهلي خلال
الساعات الماضية سيكتشف أن الاستعداد لهذه المباراة فاق الوصف.. الكل
متحفز لا يعرف سوي البحث عن كل الطرق التي تؤدي إلي الفوز علي أنيمبا.
وإذا كنا قد أشرنا إلي أن أنيمبا ليس بالوجه المخيف فإن الأهلي لا ينظر
نفس النظرة.. فهو يري فريق أنيمبا قوياً للغاية استطاع الوصول للمربع
الذهبي ويملك حتي الآن فرص التأهل.. ويضع الأهلي نصب عينيه كما ذكرنا
تجربة النجم.. وربما يكون ذلك من أهم بنود التفوق والنجاح..وعلي المستوي
الفني فأمام جوزيه أكثر من اختيار لخوض هذا اللقاء.. وإن كان الاختيار
التكتيكي أو اختيار التشكيل يحدوه فكر جوزيه في التعامل مع اثنين فقط من
لاعبيه هما أحمد حسن وبركات فبداية لا خلاف علي الحارس أمير عبدالحميد ثم
ثلاثي الدفاع شادي محمد ووائل جمعة وأحمد السيد.. وفي الجانب الأيسر
جيلبرتو وفي قلب خط الوسط حسام عاشور وفي مركز رأس الحربة فلافيو.. وتبقي
أربعة مراكز.. فإما يلعب جوزيه بطريقته الطبيعية ويشرك بركات في مركز
الظهير الأيمن ويدخل أحمد حسن مع عاشور وبوجلبان في الوسط ويلعب أبوتريكة
كمهاجم ثان مع فلافيو.
أو يلعب بركات متقدماً مع أبوتريكة خلف فلافيو ويدخل صديق يميناًَ
ويلعب أحمد حسن بدلاً من بوجلبان وأحياناً يلعب أحمد حسن مع أبوتريكة
ويعود بركات يميناً ويخرج صديق.
وهناك رأي بأن يلعب فلافيو وبلال وخلفهما أبوتريكة ثم أحمد حسن
وعاشور وفي اليمين بركات. وآخر الآراء أن يلعب أحمد حسن يميناً وعاشور مع
بوجلبان في الارتكاز ثم يتقدم بركات مع فلافيو وأبوتريكة.. وبذلك يكون كما
ذكرنا أن بركات وأحمد حسن هما الشغل الشاغل لجوزيه.. ولكن تبقي حقيقة
واحدة وهي أن جوزيه دائماً يلجأ للحلول البعيدة عن المغامرة في اختياره
للتشكيل الذي سيبدأ به اللقاء وهذا أمر منطقي.. ثم يعتمد علي تغييراته من
خلال قراءته للسيناريو.. فلو حالفه التوفيق فسيحالفه الفوز
من طرف 
